هند السديري تكشف أسباب التطرف النسائي وانتقال بعضهن للقاعدة وداعش

لقد طرحت ظاهرة التطرف في العالم مشكلة كبيرة، حيث تطلبت جهوداً حثيثة لمكافحتها من قبل الدول والمجتمعات، فضلاً عن تشكيل مساحة كبيرة لظهور رؤى ومنهجية وأكاديمية وغير منهجية. الدراسات التي تطمح إلى الإعجاب والتفسير وأسباب ظهورها في المشهد العالمي.

لقد عانى العالم العربي – ولا يزال – من وجود هذه الظاهرة، وقد مرت المملكة العربية السعودية بمراحل متتالية من المعاناة من هذه الظاهرة، حتى استطاعت القضاء على التطرف والحد من تغلغله في النسيج الاجتماعي. المملكة لديها خبرة كبيرة في هذا المجال.

تتناول الكاتبة والباحثة الدكتورة هند بنت تركي السديري في كتابها “المرأة والراديكالية في السعودية” الصادر عن Cambridge Scholars، والذي يهتم بالنشر الأكاديمي (الطبعة الأولى – أبريل 2024) منظور جديد لم تقترب منه البحوث والدراسات من قبل، والذي ركز على الجانب الذكوري.

يبحث الكتاب في موضوع التطرف الديني والتطرف في المملكة في قسمها النسائي، وهو مجال بحث يتطرق إلى ظاهرة ضمن ظاهرة ربما لم يتطرق إليها المهتمون بقراءة هذه الظاهرة من قبل، إلا الكتاب. يوفر لنا ذلك برؤية منهجية متسلسلة تركز على الأبعاد التاريخية والاجتماعية لمواجهة هذه الظاهرة من جميع جوانبها. .

يقع الكتاب في أربعة فصول بمقدمة وخاتمة ويبدأ بتأصيل العمل الحركي للمرأة وينتهي عام 2017 بجهود المملكة للسيطرة على التطرف والتصدي له وكيف نجحت في ذلك بجهود فاعلة على جميع المستويات. الأمنية والفكرية والحوارية والاقتصادية والاجتماعية التي استطاعت المملكة من خلالها الحد من هذه الظاهرة وأرست تجربة نوعية متميزة في علاجها والقضاء عليها.

كما يناقش الكتاب التطرف النسائي وأسبابه ودوافعه وتأثيره على الوضع الدولي وتأثيره على المجتمع المحلي أيضًا. ويستعرض تاريخيا ظهور هذا التطرف وبدايته الخفية وعلاقة بعض الجماعات الإسلامية بالتطرف النسائي وأثر هذا التطرف على المجتمع وخاصة التعليم.

تاريخ التطرف

ويعود الكتاب بالزمن إلى تاريخ ظهور تيار التطرف، الذي حدث قبل حادثة الحرم وحركة جهيمان العتيبي، وربط هذه الحادثة بأحداث تاريخية سابقة، بعضها قديم جدًا. كما يتناول الكتاب وعيًا منهجيًا واضحًا برصد وتحليل العوامل النفسية التي ساعدت على ظهور التطرف، حيث يستند الكتاب إلى حقائق تاريخية وشهود عيان لبعض الأحداث الذين سجلوا شهاداتهم التي تمس هذه الظاهرة وتظهر بعض الحقائق المهمة. عن نشأته وبداياته وأسباب انتشاره.

كما أن الكتاب يرتكز على كتابات البعض المنغمسين في التطرف. الكتاب لا يكتفي بالتاريخ، لكنه يتعمق في الأحداث الدولية وانعكاساتها على المجتمع المحلي، بالإضافة إلى التغيرات المجتمعية المحلية وتأثيرها على بعض الحركات الإسلامية، والتي نتج عنها تطرف وتطرف استمر لأكثر من أربعة. عقوداً ظهرت آثارها في أبسط الأمور اليومية مثل: التحية واللباس، وليس فقط في أحكام الدين.

ويشير الكتاب إلى أن هناك تركيزًا من قبل الباحثين على قطاع التعليم، فهو أحد مصادر التطرف، لكنه – كما يعتقد المؤلف – لم يكن الوحيد والأكثر تأثيرًا. مما أوضح عددا من الحقائق ضمن الخلفيات التأسيسية لهذه الظاهرة.

الجهادية الأنثوية:

ومن خلال فصول الكتاب المختلفة التي تبحث وتشرح هذه الظاهرة بطريقة علمية، كظاهرة لها جذور تاريخية وربما دينية وظهور المذاهب والجماعات عبر مراحل التاريخ الإسلامي، ليس فقط لأسباب دينية، ولكن لأسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وربما حدث هذا في مجتمعات مختلفة في العالم. ونظراً لاختلاف طبيعة الشعوب والأمم، واختلاف التقاليد والقيم الثقافية لمختلف الأمم والشعوب، يتناول الكتاب ظاهرة “الواعظ” مطروحاً جملة من التساؤلات حول هذه الظاهرة: متى ظهر نجمها؟ ما هي عوامل انتشاره؟ والهالة الاجتماعية التي أحاطت به؟

كما يتناول الكتاب الجهادية النسائية وارتباطها بالقاعدة ثم داعش وبداياتها، والعوامل التي ساهمت في ظهور هذا المنحنى. يستعرض الفصل الأخير أسماء أشهر الجهاديات مع دراسة عميقة لأسباب تورطهن في هذا المسار الخطير وتضحية أبنائهن وعائلاتهن. كما يستعرض الكتاب هذه الأسباب ويخلص إلى أنها تختلف عن معظم الأسباب التي قد تكون سببًا لانضمام مواطني الدول الأخرى إلى “الجهاد”.

الكتاب وثيقة من وثائق التاريخ والأجيال التي أصابتها نار التطرف، خاصة من ولدوا فيها واعتقدوا أن هذا هو واقع الحال وأيضاً لتوضيح الحقائق التاريخية وتجنب ظهورها وانتشارها من جديد. تدمير.

هذا الكتاب مهم في ظل فقر المكتبة العربية والدولية لدراسات تتناول موضوع شائك ومهم يؤثر على حياة وأمن الجميع، مثل التطرف، وهي ظاهرة عانت منها معظم المجتمعات في عالمنا الحالي.

والباحثة الدكتورة هند بن تركي السديري، أستاذة فنون اللغة الإنجليزية بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، عميد القبول بجامعة الفيصل وباحثة في مجال تاريخ المرأة السعودية وتمكينها، نشرتها مجلة Modern Saudi. المرأة: الصعوبات والتحديات والإنجازات “و” دور منصات التواصل الاجتماعي في دعم حرية التعبير “المرأة السعودية” والكتب المترجمة، ومنها: “التاريخ: استفد منه أو أسيء استخدامه” لمارجريت ماكميلان، “اكتشاف و صياغة المستقبل العالمي “بقلم باري هوجز وإيفان بيلبراند، و” الأدب العربي الحديث “بقلم بول ستاركي.

Scroll to Top