هل يحاسب الآباء على ظلم أبنائهم وما هو عقوق الأبناء ومعلوم أن معصية الوالدين من الذنوب التي حرم الله علينا، فقد ذكر الله فضيلة الوالدين علينا وأن رضا الوالدين من رضى الله، ولكن في المقابل بعض الآباء والأمهات. قد يعاملون أطفالهم معاملة سيئة قد تصل إلى حد الظلم فهل سيحاسبون هذا ما سنعرف به
هل يحاسب الآباء على ظلم أبنائهم
أمرنا الله في كتابه الغالي وعلى لسان رسوله الكريم في سنته باحترام الوالدين وطاعتهم وعدم الوقوع في معصية الوالدين، ولكن هذا لا يعني أن الآباء والأمهات يظلمون أبنائهم، فيحكم عليهم ذلك. لا ضرر ولا ضرار.
اضطهاد الوالدين لأبنائهم عصيان لا يقبله الله، بل يتحمل الأمهات المسؤولية عنه، كما أمرنا الله بعدم طاعة الوالدين في حال طلب الأبناء ما يغضب الله أو الشرك، مثل جاء في كتابه العزيز
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ(14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بما كنت تفعله} [سورة لقمان : الآية 14 ـ 15]
هنا يجب على الأبناء عدم طاعة الوالدين، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ومن هنا قد تنشأ مشكلة ظلم الأبناء من قبل الوالدين لعدم طاعتهم.
هناك بعض الأمور التي تعتبر معصية من جانب الآباء تجاه الأبناء، فيحاسب الله الوالدين عنها، وقد وضعهم الله في نظام له قوانين وقواعد لحفظ حقوق الأبناء مع الآباء. . وتتجلى صور ظلم الآباء في الآتي
1- تسمية الأطفال بأسماء لا تحظى بشعبية
يعاني بعض الأطفال عندما يكبرون وحتى بعد أن يصبحوا صغارًا، من أسمائهم التي قد تسخر منهم من الآخرين، والتي بدورها قد تسبب الاكتئاب للأطفال، لذلك يأمرنا الله باختيار الأسماء الحسنة التي تجلب الفرح وتجعل الأطفال يحبون في أسمائهم وفي الأحاديث الشريفة
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال أحب اسمك إلى الله عبد الله وعبد الرحمن. . ” [صحيح مسلم].
كما لا بد من الابتعاد عن الأسماء التي تحمل معنى الشرك مثل عبد اللات وعبد الرسول، وأمرنا الرسول بالابتعاد عن الأسماء التي تسيء إلى الأبناء، كما وردت في سنته. عن سمرة بن جنداب – رضي الله عنه – عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال
“الكلمات الأربع التي يحبها الله هي المجد لله، الحمد لله، لا إله إلا الله، والله أكبر. لا تؤذي أيًا منها بدأت، ولا تسمي ولدك حقًا، ولا ربحًا، ولا نجاحًا، ولا نجاحًا، لأنك تقول هل هو إثم لا يقول لا، إنهم أربعة فقط، فلا تضيفوا لي. وأما حديث الشوبة فليس فيه سوى ذكر اسم الغلام، ولم يذكر الكلمات الأربع. [صحيح مسلم].
يتساءل البعض عما إذا كان الآباء سيُحاسبون على ظلم أطفالهم. نعم، يعتبر التفرقة بين الأولاد في العلاج ظلمًا لهم من جانب الوالدين.
2- عدم توفير الاحتياجات اللازمة
أمر الله الوالدين بالإنفاق على أولادهم وتوفير كل الحاجات الأساسية والضرورية من المأكل والملبس والشراب والمسكن والتعليم المناسب.
{ينفق من طاقته على لسعه ومن يقدر أن يحيا عليه فليصرف ما أعطاه الله لا يكلف الله روح الله. [سورة الطلاق : الآية 7].
3- عدم تعليمهم أصول الدين
أكبر ظلم يمارسه الآباء تجاه أبنائهم هو عدم تربيتهم وتربيتهم على مبادئ الدين ومبادئه، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى خلق مجتمع فاسد من الشباب الذين لا يفهمون شيئًا عن دينهم أو دينهم. حياتهم الدنيوية.
يجب على الآباء تعليم أبنائهم مبادئ الحياة وفق المنهج الديني من كتاب الله وسنة رسولنا الكريم. يجب أن يتعلموا الأخلاق الحميدة والقيم السمحة التي يعلمنا إياها الإسلام. الأبناء هم ثقة الله بالوالدين، لذلك يجب أن يكونوا جيدين في المحافظة على الأمانة كما جاء في كتاب الله
{يا أيها الذين آمنوا، احفظوا لك ولأهلك، ولأهل الناس والحجر العدل في ذلك. [ سورة التحريم : الآية 6].
كما يجب على الآباء تعليم أبنائهم أن أهم ركن من أركان الإسلام هو الصلاة التي يحاسب عليها العبد عند الموت. جاء على لسان رسولنا الكريم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال
“علموا أولادكم الصلاة عند بلوغهم السابعة، واضربوهم عليها عند بلوغهم العاشرة، وافصلهم في أسرتهم”. [صحيح الجامع].
4- ترك الصلاة للأطفال
في سياق الإجابة على السؤال هل يتحمل الوالدان مسؤولية ظلم أولادهما، نوضح أن صلاة الوالدين مستجابة مع الله، فأمرنا الرسول الكريم بعد الدعاء للأولاد لفعل الشر لأنه ظلمهم وجاء في حديث مشرّف
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (لا تدعوا أنفسكم ولا تصلوا على أولادكم، لا تصلي من أجل عبيدك، ولا تصلي من أجل أموالك، ولا تتفق مع الله عند تلقي الهدية فيستجاب. لك [صحيح الجامع].
يحتاج الأبناء من الوالدين العدل والتربية السليمة التي تجعلهم يكبرون بشكل طبيعي ولا يشعرون بالظلم أو المقارنة مع الآخرين، والتوازن في المعاملة بين الأبناء وعدم تفضيل أحد الأبناء على الآخر، ويجب ألا يكون هناك إفراط. العلاج حتى لا يسبب تشويه.
5- استنزاف الأطفال
يمارس الآباء بعض الضغط على أطفالهم من خلال استنزاف طاقتهم المالية في أشياء لا تفيدهم، كما أنهم يضطهدونهم بعدم أخذ رأيهم في كل ما يتعلق بحياتهم اليومية مثل التعليم ونوع الملابس المفضلة والهوايات.
هناك بعض الآباء يمارسون الكثير من العلاقات المحرمة التي تؤثر على حياة أبنائهم مما يجعل الوالدين يلجأون إلى الانفصال مما يؤثر على مستقبل الأبناء ونفسهم، وهذا أكبر ظلم قد يتعرضون له على الأطفال. جزء من الوالدين.
الأبناء هم نعمة الله على الوالدين، فيفهمون ثقته بهم. يجب على الوالدين الحفاظ على هذه الثقة وعدم إهمالها، ولا يظلم الأبناء، لأن الله عنده خطيئة عظيمة، فالأولاد هم رزق من الله.