من فن القطة وألوانها المبهرة المستعارة من طبيعة وجمال منطقة عسير استطاعت الفنانة عزيزة الغماز تحويل جمال “القط العسيري” إلى حرفة يومية تمارسها تنقل جمالها إلى قطع منزلية، وتحول هذا الفن إلى قصة إنسانية في الحياة اليومية.
وقالت في حوارها مع العربية.نت: “لأنني نشأت في مدينة أبها وفي أسرة تعشق الفن بكل أنواعه، وأبرزها جدي الشيخ سعيد الغماز، صاحب الفن والجغرافيا والفنون. لوحات تاريخية وثقها في معرضه بمدينة أبها، وكان أول من أصدر صحيفة في منطقة عسير عام 1342 هـ، كنت أرى هذا الفن الجميل في حياتي، وفي جميع جوانب البيوت التي أزورها، جمال القطة طبع في ذهني فحاولت تعلمها ومعرفة اسرارها، ودعمت موهبتي بدورة معتمدة مع القط العسيري، ثم دورة تدريبية للمدربين، وشاركت فيها. في العديد من ورش العمل المتعلقة بهذا الفن “.
وأضافت: “من أساسيات هذا الفن أشكال هندسية متناغمة بأسماء خاصة وألوان رئيسية متنوعة وكيفية توزيعها، لذلك حاولت ابتكار طريقة جديدة لعرض هذا الفن الجميل على عكس ما اعتاد الناس عليه. في جدران البيوت أو الجداريات، فابتكرت فكرة توظيف قط العسيري في إبريق الشاي والقهوة الشفاف، ثم الفخار والأشغال الخشبية.
وأضافت: “لاحظت في الآونة الأخيرة إقبال الناس على هذا الفن، والأهم من ذلك، تبني المملكة من قبل اليونسكو وتخصيص هذا الفن كتراث ثقافي يميز المنطقة عن غيرها”.
وقالت إنها تطمح في افتتاح معرض خاص يضم جميع أعمالها ليسهل على زوار المنطقة التعرف على هذا الفن، لافتة إلى أن أحد أهدافها المستقبلية هو الانطلاق إلى العالمية.
يذكر أن القط العسيري أو النقش أو الزيان من الفنون التجريدية التي نشأت في منطقة عسير بالمملكة العربية السعودية. تقوم به النساء لتزيين منازلهن. يتم اختيار الأنماط الهندسية والتصاميم المختلفة بما يتناسب مع الطبقات الكاملة فوق بعضها البعض حيث يتم تشكيل العديد من الخطوط والرسومات، كل منها بمصطلحها الخاص ثم يتم تلوينها برقم بألوان مثل الأسود والأزرق والأحمر والأصفر، هو فن مُدرج في قائمة التراث غير المادي في اليونسكو منذ 9 ديسمبر 2017.