يأتي شهر رمضان المبارك من كل عام ليفتح نافذة الذكريات لأهل مكة المكرمة بعاداتهم المتأصلة التي اختلطت فيها حرمة المكان والزمان في أنقى البقاع، لمحاكاة فترات متعاقبة وبعيدة. ما جعلها تقف منفردة في حركتها المستمرة والدؤوبة على مدار اليوم في الشوارع والأسواق المزدحمة والمزدحمة قبل أذان المغرب من أجل شراء حاجات الإفطار، وبعد صلاة العشاء وصلاة التراويح، لمقابلة الآخرين. من الملابس وغيرها.
ارشيف صورة مكة في رمضان
وبحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”، يروي أحمد الحلبي بعض ذكرياته المرتبطة بشهر رمضان قائلاً: إن استقبال شهر الصيام قديماً كان له عادات وذوق خاص، بدءاً بإعلان بداية الشهر بإطلاق مدفع رمضان الذي يتردد صداها في جميع أنحاء مكة، بدءاً من موقعه على قمة جبل المدافع، إيذانا بدخول الشهر الفضيل، حيث يحرص أهالي مكة القريبون من المسجد الحرام على ذلك. في اليوم الأول من الشهر الفضيل الجلوس على مائدة الإفطار التي تتخللها أباريق مليئة بماء زمزم. – آذان صلاة المغرب، وأداء صلاة المغرب والعشاء والتراويح لمصلحة الثواب.
مكة القديمة
فيما يتعلق بالعادات والتقاليد المكية القديمة، في ليلة الشهر الكريم، يحرص أهل مكة على تنظيف المنازل وتزيينها، وأباريق الماء بالبخار، وصنع بعض المأكولات الرمضانية الشهيرة، ومنها: السمبوسة، والكنافة، والشعيرية، وبعض الحلويات التي أعدتها ربات البيوت لأنها لم تكن متوفرة في الأسواق في ذلك الوقت.
كما يذكر حلبي أنه بعد صلاة العشاء والتراويح، يذهب الكثير من سكان مكة لتناول بعض الأطعمة الرمضانية مثل: الكبد والبليلة، بالإضافة إلى التوجه إلى أماكن الألعاب الحركية المخصصة لمختلف الأعمار للاستمتاع والتسلية، بما في ذلك ما كانت تعرف الآن باسم “المدرسة”. مع تقلبات مشيرة إلى أن الحجاج في شهر رمضان قديما كانوا يأتون إلى مكة المكرمة من جميع أنحاء العالم دون تنظيم خاص بهم، وكانوا قليلين بسبب نقص وسائل النقل الحديثة والمال. التكلفة التي تكبدها الحاج في الماضي.
وذكر أنه مع ظهور المنظمة الأولى لخدمات الحجاج عام 1420 هـ، بدأت عملية وصول الحجاج تتم بشكل جيد من خلال المؤسسات والشركات المتخصصة بخدماتها، حتى ظهرت برامج خاصة بالحجاج تحدد مواعيد انتقالهم من جدة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وحتى عودتهم إلى بلادهم بعد أداء مناسكهم.