السودان: دعوات للتظاهر الأربعاء “لإسقاط المجلس الانقلابي”

دعت القوات السودانية المعارضة للحكم العسكري إلى تظاهرات “حاشدة”، غدًا الأربعاء، للإطاحة بما أسمته “المجلس الثوري”، في إشارة إلى مجلس السيادة برئاسة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان.

ودعا تجمع المهنيين السودانيين إلى المشاركة في مسيرة المليون فرد يوم الأربعاء 6 أبريل / نيسان “لقلب مجلس الانقلاب وتسليم السلطة إلى حكومة مدنية كاملة”.

جاء ذلك في بيان صادر عن التجمع، زعيم الحركة الاحتجاجية في البلاد، استجابة لدعوة لجان المقاومة للخروج بـ 6 ملايين نيسان تحت شعار “زلزال نيسان”.

ويصادف السادس من أبريل / نيسان أكبر احتجاجات تشهدها البلاد ضد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير وبدء اعتصام أمام مقر قيادة الجيش نتج عنه الإطاحة بالبشير في 11 أبريل / نيسان.، 2019.

كما يمثل ذكرى الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق جعفر النميري (1969-1985).

وقال البيان: “سنخرج في السادس من أبريل (..) لإسقاط مجلس الانقلاب وتقديم أعضائه لمحاكمات سريعة وعادلة عن جميع جرائمهم بحق الشعب السوداني”.

وأضاف: “لا تفاوض ولا شراكة، بل تسليم فوري للسلطة إلى حكومة مدنية كاملة تختارها القوى الثورية”.

وشدد البيان على تصفية المخابرات العامة وبناء جيش وطني محترف بعقيدة تقوم على حماية الشعب والحدود تحت قيادة السلطة المدنية.

من جهته، دعا حزب الأمة الوطني أبرز مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم) إلى المشاركة في 6 ملايين نيسان.

وأضاف في بيان: “لا عذر لمن لا يخرج في مواكب 6 أبريل، فالبلاد تحتضر”.

شهدت مدن الخرطوم ود مدني والمناقل (وسط) وبورتسودان (شرق) والدمازين (جنوب شرقي)، مساء اليوم الاثنين، مظاهرات ليلية للمطالبة بالحكم المدني في إطار الحركة الثورية المستمرة التي أعلنت عنها لجان المقاومة. الأسبوع الأول من أبريل الجاري. والذي يختتم في السادس من نفس الشهر بمليون “زلزال ابريل”.

اقرأ أيضا:

صدام بين البرهان والمهمة الدولية

ويسود جو من الصدام بين المكون العسكري للحكومة الانتقالية وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية “يوناميس”، ما يثير تساؤلات حول مصير مبادرة الأمم المتحدة لمعالجة تلك الأزمة.

أثارت هذه المبادرة، بحسب مراقبون، مخاوف خفية لدى العنصر العسكري من سعيها لتفكيك السلطة التي اكتسبها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان عام 2021.

وبين 8 يناير و 10 فبراير، أجرت بعثة الأمم المتحدة مشاورات أولية مع أطراف الأزمة السودانية لبحث سبل الخروج من الأزمة الحالية.

في 7 مارس، أعلنت يونيتامز إنشاء آلية تنسيق مع الاتحاد الأفريقي “لتوحيد جهودهم”، في إطار الجهود الدولية لحل الأزمة السودانية.

وكان البرهان هدد في الأول من إبريل رئيس بعثة الأمم المتحدة، فولكر بيريتس، بـ “الطرد من البلاد بسبب التدخل الفاضح في الشؤون السودانية”.

وطالب البرهان، خلال حفل التخرج العسكري بالعاصمة الخرطوم، بيرتس بـ “الكف عن الإصرار على خرق تفويضه”.

وانتقد بيريتس، خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن السودان في 28 مارس، “عدم وجود اتفاق سياسي للعودة إلى مسار انتقالي مقبول في السودان”.

وأضاف أن هذا الوضع “أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والأمنية في البلاد”.

وحذر من أن “الوقت ليس في صالح السودان”، و “إذا لم يتم تصحيح المسار الحالي، ستتجه البلاد نحو وضع اقتصادي وأمني ومعاناة إنسانية شديدة”.

من جهته، قال الصحفي أشرف عبد العزيز إن “هناك دوافع عديدة دفعت العنصر العسكري نحو طرد البعثة الأممية من السودان”.

وأضاف عبد العزيز، رئيس تحرير صحيفة “الجريدة” السودانية (خاصة)، أن “البعثة عقدت لقاءات عديدة مع المكونات السياسية والمجتمعية ولجان المقاومة في إطار مبادرتها”، بحسب تصريحات للأناضول. .

واضاف ان “البعثة توصلت في تقريرها المنشور في شباط الماضي الى استخلاص الاراء من خلال ابعاد الجيش عن السياسة”.

وأضاف أن “العنصر العسكري كان غاضبًا أيضًا من تقرير بيرتس أمام مجلس الأمن حول انتهاكات حقوق الإنسان خلال الاحتجاجات”.

وقال بيريتس لنواب (15 دولة) إنه “منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021 تتواصل الاحتجاجات ضد الانقلاب، فيما يستمر القمع العنيف من قبل السلطات”.

وأضاف: “ما زال المتظاهرون يتعرضون للقتل أو الإصابة بجروح خطيرة نتيجة استخدام الذخيرة الحية ضدهم”.

وقال عبد العزيز “هناك تحالف سياسي يتشكل لدعم العنصر العسكري خلال الانتخابات المقبلة يضمن استمراره في السلطة”.

وذكر أنه “ضمن هذا التحالف المرتقب، كانت الأحزاب السياسية حليفة للرئيس المخلوع عمر البشير (1989-2019) إلى جانب أحزاب بارزة أخرى مثل الحزب الاتحادي الأصلي”.

واضاف ان “هذا التحالف يضمن ان يكون للجيش حاضنة سياسية في الانتخابات المقبلة”.

Scroll to Top