أثر التسامح مع الآخرين، ما هو مفهوم التسامح الحقيقي وكيفية تحقيق التسامح في المجتمع.
تفاوت
التسامح من مبادئ الإنسان، وما نعنيه هنا هو مبدأ التسامح البشري. التسامح في دين الإسلام يعني نسيان الماضي المؤلم لإرادتنا الحرة، كما أنه يتخلى عن رغبتنا في إيذاء الآخرين لأي سبب حدث في الماضي، وهو رغبة قوية في أن نفتح أعيننا لنرى مزايا الناس بدلا من ذلك. من أن نحكم عليهم ومحاكمتهم أو إدانة أي منهم.
التسامح هو أيضًا شعور بالرحمة والتعاطف والحنان، وكل هذا موجود في قلوبنا ومهم لنا وللعالم من حولنا.
التسامح هو أيضًا لفتح قلبك، وليس الشعور بالغضب أو وجود مشاعر سلبية لأحد أمامك. مع التسامح، يمكنك أن تعرف أن جميع البشر يرتكبون أخطاء، ولا بأس أن يخطئ الشخص.
التسامح في اللغة يعني أيضًا التساهل
سيكون التسامح نصف سعادتك.
التسامح ونسأل الخالق أن يغفر لك ويغفر لك.
بالتسامح، أنت تسامح أقرب الناس إليك، ووالديك، وأولادك، وكل من ظلمك.
ليس التسامح سهلاً إلا لمن يصل إليه ويسعد.
التسامح يعني أيضًا طلب المغفرة من نفسك أولاً ومن الآخرين.
تأثير التسامح مع الآخرين
التسامح أساسه الارتقاء فوق الأشياء الصغيرة، لذلك نجد الشخص المتسامح هو شخص واع، لا يستجيب للإساءة بالإساءة، بل يسعى إلى تجاهل الإساءة للآخرين، وهذا يجعله إنسانًا متفوقًا، و يجعله منشغلاً بما هو أهم في حياته من الرد على الإساءة للآخرين.
يشعر الإنسان المتسامح بالسلام الداخلي والرضا عن نفسه، فهو متسامح مع الآخرين من أجل تحقيق هدف سام، وهو رضى الله وحبه والثواب العظيم.
الإنسان المتسامح محبوب بين الناس، وله مكانة عالية في قلوبهم. يتميز بلطفه وكرمه وحنانه.
التسامح يجلب الخير للمجتمع بأسره. يزيد التسامح من أواصر المحبة بين أفراد المجتمع، ويطفئ نيران الأحقاد التي تشتعل في قلوب الناس.
يساهم التسامح في خفض معدلات الجريمة والانتقام في المجتمع، كما يساهم في الحد من العنف والصراعات والحروب.
التسامح في الإسلام
دعت جميع الديانات السماوية إلى ضرورة التسامح بين الناس.
وقد حثت تعاليم الإسلام على التسامح، كما حثت آيات كثيرة في القرآن الكريم على ضرورة التسامح بين الناس.
لا يكتفي الإسلام بدعوة المسلمين للتسامح فيما بينهم وبين غيرهم من المسلمين، بل يحث على ضرورة العفو عن الذين يؤذونهم من أتباع الديانات الأخرى، كما جاء في القرآن الكريم بقوله تعالى
التسامح يحمل في طياته الرقة والرفق، وليس المغفرة فقط. إن أول ما جاء به الإسلام هو عدم إجبار الآخرين على اعتناق الدين الإسلامي إلا بالرفق والرفق، ودليل ذلك ما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى (ادعُوا إلى سبيل ربكم بالرفق). الحكمة والوفرة “. دفع الكثيرون لاحتضانه في بداية المكالمة.
كما أباح الله تعالى في الإسلام للمسلم أن يأخذ حقه وأن يرد ذنب من أساء إليه، لكنه فضل التسامح في قوله تعالى (وأجر المنكر مثله). ومن غفر ومصالح فجره يكون بارا.
كما جاءت مظاهر التسامح في الإسلام في تساهل الإسلام مع المسلمين في كثير من المواقف. فإن كان من الصعب عليهم أن يأمر الله الناس بالتساهل مع الناس وإزعاجهم بأوامره، فأباح لهم التيمم عوضاً عن الوضوء في حالات السفر بسبب المشقة أو المرض.
كما أتاح لهم إمكانية الفطر في شهر رمضان للمرضى أو في رحلة، بشرط أن يصوموه فيما بعد.
كما ظهرت تجليات الإسلام في التسامح من خلال جواز التعايش مع أصحاب الديانات الأخرى، والتعامل معهم، والتزاوج، وتناول طعامهم، وتحقيق الأمن الذي يأملونه.
كما حث الإسلام على الاحترام في التعامل مع الآخرين، والجدال معهم على أحسن وجه، وعدم الإضرار بهم بأي شكل من الأشكال.
أهم الأشياء التي تزيد من قيمة التسامح في حياتنا
من أجل تعلم التسامح، يجب القضاء على ظاهرة التنمر، والتي تهدف إلى السخرية من كل من يختلف عنها في الطبقة الاجتماعية والثقافية، بل التنمر في الشكل والمظهر واللباس والطعام والشراب وغيرها من جوانب الحياة.
ينبع التسامح من الأسرة، وخاصة الوالدين تجاه أطفالهم، ولكي يتعلم الطفل التسامح، يجب أن يتحمل والديه مسؤولية مهمة تساعد الطفل على الوصول إلى هذه القيمة من خلال الأقوال والأفعال.
ضرورة تعليم الشباب التسامح مع من يختلف معهم، واللعب مع الأطفال الآخرين، وإرسالهم إلى المعسكرات الصيفية وتعليمهم كيفية التعامل مع التنوع العرقي والمجتمعي في محيطهم القريب والبعيد.
احترام العادات والتقاليد الحميدة في المجتمع وعدم الاستهانة بها في مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الإذاعية والتلفزيونية وغيرها من القنوات الإعلامية المشروعة، لأن الثورة المصطنعة على العادات والتقاليد القديمة، وإن كانت قديمة، من الأمور التي تساعد على العنف أو التنمر والصفات الأخرى التي تتعارض مع التسامح وتقدر الإيجابية في المجتمع.
استخدام الثواب والعقاب بالشكل والشكل الصحيحين الخاليين من التطرف، وذلك لتعليم الأطفال الصغار أن الحياة تحتوي على نوعي القيم وهما قيم الثواب والعقاب، وهو من يختار الحياة. على هذا الأساس، ولكن يجب ألا يكون الوالدان صارمين حتى يتعلموا التسامح منهم حتى بعد ارتكاب الأخطاء.
أثر التسامح على الفرد والمجتمع
فالتسامح يترك أثراً جيداً في قلب صاحبه، إذ يخلصه من مشاعر الكراهية والحقد على من تعرض له، كما يترك أثراً جيداً في نفوس الناس المختلفين. كما ينتشر الحب والعطف في المجتمع ؛ يمارس كل فرد حرياته دون نزاعات أو مشاكل. تشمل آثار التسامح أيضًا
الحصول على موافقة الله، وبالتالي إرضاء الإنسان لنفسه، فيشعر بالسعادة ويزيد من ثقته بنفسه ؛ وهذا يزيد من إنتاجيته ونشاطه، فيصبح أكثر انشغالاً بعمله من متابعة أخطاء الناس وهفواتهم.
التسامح ينشر المحبة بين الناس كما قال تعالى “وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ” [فصلت:34]من يغفر لمن يسيء إليه يمتلك قلبه ويصبح صديقه ومقربًا منه، وينتشر الشغف في المجتمع.
يعزز التسامح قيمة التعايش بين مختلف أفراد المجتمع، ويحفظ الحريات العامة، بحيث يتمتع كل فرد بحياة كريمة وأمان وحرية التعبير وممارسة الشعائر والمعتقدات دون التعدي أو التحرش أو إذلال من يختلف عنهم في العقيدة، العرق أو الثقافة.
التأثير النفسي والصحي ؛ الصدر السليم والمريح نفسيا هو الذي لا يحمل في قلبه حقدا ولا حقدا، وهذا يؤثر على سلامة الجسد أيضا. وفقًا لدراسة أجراها علماء من جامعة تينيسي لملاحظة تأثير التسامح على الأفراد، فقد لاحظوا زيادة في ضغط الدم وزيادة في توتر العضلات لدى 20 شخصًا تمت دراستهم واعتبروا مندفعين وغير متسامحين مقارنة بـ 20 شخصًا آخرين أظهروا التسامح في مناسبتين عندما شعروا بالغش والخيانة.
التسامح يخلق مجتمعا قويا ومتماسكا لا يعاني من الفتنة والمشاكل.
يعطي التسامح الأولوية للمصلحة العامة على الخاصة، حيث لا يفكر الفرد في نفسه فقط، بل يسعى لتحقيق الاستقرار والأمن في مجتمعه.